بدأت السّياسة الوطنيّة للتربية الدّامجة للأطفال من ذوي الهمم (الاحتياجات الخاصّة) في المدارس الرّسميّة في لبنان سنة 2018. إيمانًا بمبدأ حق التّعلّم للجميع دون تمييز.
طبّق “مشروع الدّمج” في 30 مدرسة رسميّة موزّعة على كافّة المحافظات، واليوم أصبح عدد المدارس الدامجة 110 مدرسة، تمهيداً لأن تصبح بحلول العام 2030 كلّ المدارس الرّسميّة في لبنان دامجة.(وزارة التّربية والتّعليم العالي،2023)
يهدف “مشروع الدّمج” إلى إعداد المدارس الرّسميّة في لبنان بحيث تصبح قادرةً على استقبال الأطفال من ذوي الهمم من مختلف النّواحي الماديّة واللّوجستيّة و الأكاديميّة ومن النّاحية المعنويّة.
تمّ تجهيز أغلب المدارس الدّامجة بوسائل وتجهيزات مختلفة ميسّرة لعمليّة التّعليم الدّامج، وتزويدها بفريق متخصّص متدرّب لتيسير عمليّة الدّمج. يتضمن الفريق المختص أخصّائيين متنوعين، من مربّين تقويميّين وأخصائيّين نفسيّين وأخصائيّين انشغاليّين وأخصائيّين حسّي حركي وأخصائيّين نطق ..
ويتم تدريب الكادر التّعليمي من قبل متخصّصين، لكي يتمكّنوا من اكتساب مهارات وطرق جديدة تمكنهم من العطاء والتّكيّف داخل صفوف تعليميّة دامجة.
بلغ عدد الأطفال بين عاميّ 2022 و 2023،( 3000 طفل) من ذوي الهمم داخل المدارس الرّسميّة اللّبنانيّة الذي استطاع “مشروع الدّمج” أن يؤمّن لهم تعليمًا دامجًا.(يونيسيف،2023)
يُعتبر “مشروع الدّمج” من السّياسات الإيجابيّة الّتي طرأت على القطاع التّعليمي في لبنان. قد يقف أمام فعالية هذا المشروع الكثير من العوائق المرتبطة بما تمرّ به المدارس الرّسميّة في لبنان بشكل خاص، وعوائق أخرى تخصّ المشروع نظرًا لحداثته وما يتطلّبه من تعاون كبير بين عدّة جهات بشكلٍ عام.
“إنّ أطفال العالم وجميع مراهقيه هم الّذين لهم الحقّ في التّعلّم، وليست الأنظمة التّربويّة هي الّتي تحتاج إلى نوعٍ معينٍ من الأطفال. إنّ النّظام التّعليمي في بلد ما، هو الذي يجب ملاءمتها مع احتياجات جميع الأطفال وليس العكس” لندفيست(مقرّر الأمم المتّحدة:1994)
كتابة: أُنس الروح سيور