مشاريع عكار العالقة: بين مطار القليعات ومرفأ العبدة… حلم التنمية ينتظر القرار
رغم الغنى الطبيعي والموقع الاستراتيجي لمحافظة عكار، لا تزال مشاريع التنمية الكبرى فيها رهينة التعطيل والإهمال المزمن. وعلى رأس هذه المشاريع، يبرز مطار القليعات (رينيه معوّض) ومرفأ العبدة كمحورين أساسيين لإقلاع اقتصادي حقيقي، لو كُتب لهما التنفيذ الفعلي.
مطار القليعات: مشروع عالق منذ نصف قرن
يقع مطار القليعات شمالي عكار، وهو مطار عسكري متوقف عن العمل منذ الحرب الأهلية. منذ سنوات، تُطرح فكرة إعادة تشغيله كمطار مدني يخدم الشمال ويخفّف الضغط عن مطار بيروت، خاصة في ظل التحديات الأمنية الحالية.
• الوعد بالتنفيذ تجدد مطلع عام 2025، حين أعلن وزير الأشغال علي حمية خطة لإعادة تأهيل وتشغيل المطار عبر نموذج الشراكة مع القطاع الخاص (BOT)، مع تعهّد ببدء العمل خلال عام.
• الدراسات جاهزة، ودفتر الشروط في مراحله الأخيرة، لكن المشروع لا يزال ينتظر قرارًا حاسمًا لإطلاق التلزيم وبدء الأشغال فعليًا.
• يشير الخبراء إلى أن تشغيل المطار قادر على خلق آلاف الوظائف وتوفير منفذ جوي حيوي لعشرات آلاف المواطنين في الشمال، فضلًا عن أهميته الاستراتيجية في ظل الضغط المتزايد على مطار بيروت.
مرفأ العبدة: نافذة بحرية بلا دور اقتصادي
على الضفة الأخرى، يقف مرفأ العبدة كمشروع حيوي طال انتظاره. فرغم موقعه المناسب للصيد والنقل البحري الخفيف، يعاني المرفأ من الإهمال والتراكم الرملي الذي عطّل استخدامه لسنوات.
• وزارة الأشغال أطلقت في 2024 مشروعًا لتنظيف وتعزيل المرفأ بالتعاون مع الجيش والبلديات، لكنه لم يتطوّر بعد إلى مشروع تطوير متكامل.
• لا تزال البنى التحتية الأساسية مفقودة: أرصفة منظمة، مستودعات، دعم للصيادين، وحتى خطة لدمج المرفأ في دورة الاقتصاد المحلي.
• هناك إمكانات حقيقية لتحويله إلى مرفأ شحن خفيف أو مركز دعم للقطاع السمكي، لكنه بحاجة إلى تمويل ورؤية واضحة.
مشاريع عالقة… وإمكانات مهدورة
إلى جانب المطار والمرفأ، لا تزال مشاريع عديدة في عكار عالقة أو متعثرة، منها:
• مزرعة رياح أكروم (مشروع طاقة متجددة متوقف).
• الأوتوستراد العربي (بسبب الاستملاكات).
• مشاريع مياه وصرف صحي.
كلها مشاريع تُركت في الأدراج، رغم أنها تمثل فرصة حقيقية لمعالجة البطالة، وإنهاء العزلة، وتحفيز الاستثمار في المنطقة.
الخلاصة: لا تنمية بلا قرار سياسي
الحديث عن “إنصاف عكار” لا يُترجم بخطابات ولا بزيارات موسمية، بل بقرارات حاسمة تضع مطار القليعات ومرفأ العبدة على سكة التنفيذ الفعلي. أبناء عكار لا يطالبون بمعجزات، بل بحقوق أساسية تؤمّن لهم فرص العمل، ومقومات العيش، وربط منطقتهم بباقي لبنان والعالم.
فهل يشهد عام 2025 بداية كسر الجمود؟ أم تستمر عكار في دفع ثمن التهميش؟