في عكار، مأساة جديدة تُضاف إلى سجل الرصاص الطائش. طفل رضيع من الجنسية السورية، لا علاقة له بأي شيء، كان يلعب أمام منزله ببراءة… فجأة اخترقت رأسه رصاصة طائشة، لتسرق منه لحظاته السّعيدة في لحظة واحدة.
وفي التوقيت نفسه، كانت بلدة ببنين تغرق في إطلاق نار كثيف خلال تشييع أحد شبانها الذي توفي بحادث سير في منطقة العبدة. رصاص “الحزن” الذي يُطلق عشوائياً صار أشد خطراً من أي حادث، يزرع الموت في كل زاوية ويهدد حياة الأبرياء من دون تمييز.
إلى متى ستبقى عكار تدفع ثمن هذه العادات القاتلة؟
إلى متى سنستمر في التعبير عن الفرح والحزن بالرصاص؟
إلى متى سيتحوّل بيت آمن إلى ساحة موت، وطفل بريء إلى ضحية بلا ذنب؟
هذه ليست رجولة، وليست شجاعة، بل جريمة مكتملة الأركان. الرصاص لا يعبّر عن الحزن، بل عن فوضى، عن لا مسؤولية، وعن مجتمع ما زال أسير تقاليد جاهلية.
أرواح الأبرياء أغلى من أي مظاهر فارغة. حماية الأطفال واجب، ووقف إطلاق النار العشوائي لم يعد خياراً بل ضرورة وجودية. كل طلقة تطلق في الهواء قد تكون رصاصة في قلب أم، أو حياة تُنتزع من طفل.