في الأسابيع الأخيرة، ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في عكّار، تشهد المنطقة حركة غير مألوفة من “النشاطات الخدماتية” التي تتزامن بدقّة مع التحضير للمعارك الانتخابية. فبينما يلجأ بعض المرشحين المعروفين بقدرتهم المالية إلى تقديم مبالغ نقدية مباشرة في إطار ما يُعرف بـ«المال الانتخابي»، اختار آخرون — من النواب السابقين الذين لا يمتلكون الوفرة المالية نفسها لكنهم يحتفظون بعلاقات راسخة داخل الوزارات ومؤسسات الدولة — طريقاً مختلفاً للوصول إلى الناخبين: طريق «الزفت».
بحسب المعلومات المتداولة في أكثر من بلدة، يجري العمل في هذه الفترة على تزفيت طرقات داخلية بتمويل من وزارات أو مجالس رسمية، لكن في توقيت لا يمكن فصله عن الحسابات الانتخابية. بل إن بعض السكان، بدافع العرفان أو الجهل، يتوجهون بالشكر العلني لنواب أو مرشحين محددين على «تعبيد الطريق»، وكأن الزفت هدية شخصية لا حقّ إنمائي واجب.
هنا يُطرح السؤال المشروع:
هل يمكن اعتبار الزفت الانتخابي نوعاً من الرشوة المقنّعة؟
وهل يختلف «الزفت الانتخابي» عن «المال الانتخابي» سوى في الشكل؟
في الجوهر، كلاهما وسيلة للتأثير على إرادة الناخب.





