التسمية والأصل التاريخي
يرجع اسم “القبيات” إلى أصل آرامي، ويعني “مجامع المياه” أو “الصهاريج”، وذلك بسبب غنى البلدة بالموارد المائية. هذا الاسم يعكس أهمية المياه في حياة البلدة وتاريخها، ويشير إلى وفرة المياه التي كانت ولا تزال تلعب دورًا حيويًا في تطورها وازدهارها.
الموقع الجغرافي
تقع القبيات في شمال شرق الجمهورية اللبنانية، على بعد حوالي 140 كيلومترًا من العاصمة بيروت. تحيط بها عدة بلدات وقرى: من الغرب بلدة عكار العتيقة، من الشرق بلدة عندقت، من الشمال قرى الباردة والنهرية وعيدمون، ومن الجنوب الخط الفاصل بين قضاء عكار في محافظة الشمال وقضاء الهرمل في محافظة البقاع. تمتد رقعة القبيات، بما في ذلك خراجها، على مساحة تُقدر بحوالي 70 كيلومترًا مربعًا.
منافذ البلدة
تتصل القبيات بعدة طرق رئيسية:
– من الغرب: طريق القبيات – عكار العتيقة – حلبا.
– من الشرق: القبيات – عندقت – شدرا – الحدود السورية.
– من الشمال الغربي: القبيات – حلبا – طرابلس.
– من الجنوب: القبيات – الهرمل – بعلبك.
السكان
القبيات بلدة ذات تاريخ طويل، حيث سكنت فيها الشعوب منذ القدم، وقد تركت كل حقبة أثرها في البلدة، من الفينيقيين والرومان والبيزنطيين إلى العرب والصليبيين والعثمانيين والفرنسيين. سكانها حاليًا من الطائفة المارونية، ويقدر عددهم بحوالي 12,000 نسمة حسب سجلات النفوس. تنتفخ البلدة بالسكان خلال فصل الصيف وتعود لعدد أقل في الشتاء. شهدت القبيات موجات هجرة كبيرة منذ أواخر القرن التاسع عشر، خاصة إلى البرازيل وفنزويلا.
تاريخها
تمتاز القبيات بتاريخ غني، حيث كانت منذ القدم مركزًا للحضارة بسبب خصوبة أراضيها ووفرة مياهها. تحتوي البلدة على آثار تعود إلى عصور مختلفة، بما في ذلك قبور من عصر الحديد والنحاس (حوالي 3000 سنة قبل الميلاد)، ومذابح فينيقية، وقطع نقود رومانية، بالإضافة إلى معابد أثرية مثل معبد الإله بان في حلسبان الذي تحول إلى كنيسة.
الإدارة والمراكز الرسمية
كانت القبيات من أوائل البلدات التي شهدت تأسيس بلدية في عكار عام 1912. في عام 1922، خلال فترة الانتداب الفرنسي، أصبحت القبيات مركزًا لقائمقامية. تحوي البلدة اليوم العديد من المراكز الرسمية مثل المحكمة، قلم النفوس، فصيلة الدرك، مركز الأمن العام، والمركز الاجتماعي.
مؤسسات التعليم
تضم القبيات مجموعة من المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة:
– رسمي: تشمل رياض الأطفال، المدارس الابتدائية، التكميلية، الثانوية للبنات، الثانوية للشباب، ودار للمعلمين والمعلمات.
– خاص: تشمل مدارس للآباء الكرمليين وراهبات المحبة، بالإضافة إلى مدرسة تمريض.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد القبيات بشكل أساسي على الوظائف الحكومية والعسكرية، بالإضافة إلى التجارة والزراعة. كانت البلدة تعرف بازدهار زراعة التوت وصناعة خيوط الحرير، لكنها تحولت الآن إلى زراعة الأشجار المثمرة مثل العنب والتفاح والزيتون.
المعالم الطبيعية والثقافية
تعتبر القبيات موطنًا لمجموعة من المعالم الطبيعية مثل غابات الصنوبر والسنديان، وكذلك المواقع الأثرية مثل دير مار جرجس وكنيسة سيدة شحلو. كما تحتوي البلدة على العديد من المؤسسات الثقافية التي تعكس مستوى التعليم العالي بين سكانها.
خلاصة
القبيات هي بلدة ريفية تتمتع بجمال طبيعي وتاريخ عريق، وهي في طريقها نحو التحديث بفضل حب أبنائها لها وتفانيهم في تطويرها. تجمع بين عراقة الماضي وطموحات المستقبل، وتظل واحدة من أهم المراكز الثقافية والإدارية في منطقة عكار.