سرحان بركات، الذي يعتزم الترشّح عن المقعد السني في عكّار في الانتخابات النيابية المقبلة، أطلق مشروعًا لإنارة الطرقات التي تربط بلدة برقايل ببلدة فنيدق مرورًا بعدّة بلدات في جرد القيطع، عبر توزيع لمبات تعمل على الطاقة الشمسية.
قد يبدو الأمر في ظاهره مبادرة تنموية، لكن في جوهره لا يعدو كونه رشوة انتخابية مقنّعة تحت غطاء “العمل الإنمائي”. فالتوقيت، والأسلوب، والجهة التي تنفّذ المشروع، كلّها مؤشرات على إنفاق انتخابي واضح يهدف إلى استمالة الناس قبل الاستحقاق النيابي.
لقد تحوّلت الترشيحات في عكّار إلى ساحة يتقدّم فيها من يملك المال أو الزفت أو اللمبات، فيما غابت الدولة عن دورها الرقابي، وغابت معها هيئة الإشراف على الانتخابات التي يُفترض أن تضع حدًّا لمثل هذا التصرّف المرفوض.
ما يجري اليوم ليس عملًا خيرًا ولا تنميةً حقيقية، بل محاولة مكشوفة لشراء الوجدان والولاءات عبر مشاريع ظرفية لا تمتّ إلى المصلحة العامة بصلة.
وعليه، فإنّ المطلوب من الجهات المعنيّة مراقبة الإنفاق الانتخابي بجدّية، لأنّ ما يحدث في عكّار لم يعد يُحتمل، ولا يجوز أن تبقى العملية الديمقراطية رهينة المال الانتخابي وأصحاب النفوذ.





