spotcastplatform

 مطار رينيه معوض – القليعات

  يقع مطار رينيه معوض وسط الساحل العكاري، مبتعداً عن العاصمة بيروت حوالي ١٠٥ كيلو متر وعن مدينة طرابلس ٢٥ كيلو متر، تعود ملكيته في بداياته لشركة نفط العراق الإنجليزية، تسلمته الدولة اللبنانية عام ١٩٦٧ بموجب معاهدة الدفاع العربي المشترك كمطار عسكري، إستُخدم المطار كمطار مدني في أواخر الثمانينات بعد تعذر التواصل بين الشمال ومدينة بيروت بفعل الحرب الأهلية، في هذا الميدان ماذا عن نشأة المطار وأصل تسميته، أهمية إعادة تشغيله، والأسباب التي تحول دون إفتتاحه منذ عدة عقود؟

   نشأة المطار وأصل تسميته:

   تعود نشأة المطار بحسب روايات أبناء عكار وبعض المؤرخين لأيام الحرب العالمية الثانية، فكانت قصة البداية من حادثة اضطرار إحدى الطائرات الفرنسية للهبوط في تلك المنطقة وذلك أيام الإحتلال الفرنسي للبنان، بحيث أدى العطل الفني في الطائرة للهبوط في السهل الساحلي ولكي تستطيع الإقلاع مجدداً تم إقامة مدرج بدائي، بذلك كانت النواة الأولى لنشأة المطار الذي إستعمال مدرجة البدائي لسباق الخيل إلى أن تحول إلى مطار عسكري ومن ثم مطار مدني في الثمانينات.

   يعتبر المطار مسرحاً لإنتخاب الرئيس رينيه معوض عام ١٩٨٩، بحيث شهد حينها هبوط أول طائرة بوينغ ٧٠٧، قرر مجلس الوزراء تسمية المطار بإسم الرئيس رينيه معوض بعد إستشهاده.

   أهمية إعادة تشغيله:

   إن إرتباط المطار بشبكة طرق دولية ساحلية تساهم بتطوير القطاعات الزراعية والصناعي في الشمال، بحيث تصريف الإنتاج الزراعي لمنطقة الشمال بتكلفة تعتبر أقل بكثير من التي يتم دفعها اليوم، بالإضافة لإعادة إحياء مدينة طرابلس التي تعتبر عاصمة لبنان الإقتصادية لسهولة نقل البضائع من وإلى مرافق المدينة، ولا بد من تسليط الضوء على أهمية المطار من ناحية تخفيف عبء التنقل من وقت وتكاليف إلى مطار رفيق الحريري في بيروت.

   أظهرت دراسة مؤسسة “إيدال” أن إعادة تشغيل المطار توفر نمواً في مجالات التجارة والزراعة والصناعة والسياحة في لبنان والشمال.

   تجدر الإشارة إلى أهمية المطار خصوصاً على الصعيد السياحي من حيث التسهيلات التي سيوفرها للسائح وازدهار لمناطق الشمال على مختلف الأصعدة، بالإضافة إلى توفير آلاف فرص العمل في المطار نفسه ومن ثم في مختلف القطاعات التي ستتأثر إيجابياً بسبب إعادة تشغيل المطار.

   الأسباب التي تحول دون إعادة تشغيله:

   يدخل ملف إعادة تشغيل مطار رينيه معوض في الكباش السياسي المعقد على صعيد البلاد منذ سنوات طويلة، تتبادل السلطة السياسية بطرفيها ٨ و ١٤ الاتهامات بعرقلة تشغيل المطار منذ العام ٢٠٠٥، بحيث يشهد الملف كباش سياسي محتدم يتهم فيه حزب الله بالعمل على منع تشغيل المطار لهيمنته على مطار رفيق الحريري في بيروت، بذلك يعيش أبناء الشمال على هذه السردية منذ سنوات طويلة، ناهيك عن إهمال السلطة السياسية بكامل أركانها لإنماء الشمال منذ الحرب الأهلية.

   في نهاية حديثنا يمكننا القول أن ملف المطار بات حلما لأبناء الشمال وعكار على وجه الخصوص، فما بين الوعود والواقع على مدار عقدين من الزمن، وقع الانهيار الكبير وبات المطار في طيات النسيان وصار حلم المواطن حقيبة سفر للهرب نحو أمل جديد وربما مستقبل يلبي الحد الأدنى من أحلام وطموحات باتت كوابيس في جمهورية الفراغ والسرطان السياسي والطائفي، وبهذا النحو لا يسعنا إلا أن نسأل، هل يا تُرى سنشهد قيامة مطار رينيه معوض يوماً ما ؟

أمجد زكريا

Facebook
X
WhatsApp

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على معلومات التحديث والأخبار والرؤى المجانية.