بالرغم من أنّ الحجر الأساس قد وُضع للجامعة اللبنانية في عكّار، إلّا أنّ تجهيزها وإنشاؤها والقيام بأعمالها وتشكيل هيئتها الإدارية ما زال يتطلّب الكثير، وربما يحتاج إلى سنوات طوال. وفي الحدّ الأدنى، نحن نتحدّث عن ثماني سنوات، أي جيلين كاملين من الطلاب يُفترض أن يتخرّجا من الجامعة اللبنانية، ما زالا مع بداية هذا العام الدراسي الجديد مضطرّين للذهاب يوميًا إلى منطقة القبّة في طرابلس أو إلى رأس مسقا في ظهر العين.
التفاصيل هنا تُظهر حجم المعاناة: أكثر من 13 ألف طالب عكّاري يقضون يوميًا مسافات طويلة بين عكّار وهذه المناطق، وسط مشاكل متعدّدة تتعلق بطول الطريق، وضيق الوقت، واكتظاظ المواصلات، فضلًا عن الإرهاق الجسدي والضغط النفسي. إنّها رحلة يومية مرهقة تختصر غياب العدالة التنموية بين المناطق، وتؤكّد أنّ تأخير إنجاز الجامعة اللبنانية في عكّار ليس مجرد تأجيل لمبنى، بل تأجيل لمستقبل آلاف الشباب.

